السكري من النوع الأول والمرض: كيف يؤثر المرض على مستويات السكر في الدم؟
عندماتكون مصابا ب داء السكري النوع 1، فإن الإصابة بنزلة برد أو أنفلونزا يمكن أن تجعل الأمور أكثر تعقيدا بعض الشيء. يمكن أن يؤثر المرض على داءك السكري وقد يتسبب في ارتفاع نسبة الجلوكوز في دمك أو انخفاضه، مما يجعل التحكم فيه أكثر صعوبة من المعتاد [1، 2].

عندما تكون مصابًا بالسكري، فمن المفيد معرفة كيفية التعامل عندما تكون مريضًا أو لا تشعر أنك على ما يرام. من المفيد أيضًا معرفة مدى تأثير المرض على مستويات الجلوكوز في الدم ، بالإضافة إلى نصائح لإدارة السكري في الأيام المرضية.
كيف يؤثر المرض في السكري
عندما تصاب بمرض مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا أو خلل في المعدة أو أي مرض حاد آخر، فقد يصبح من الصعب إدارة السكري [1، 2].
وذلك لأنه أثناء مكافحة المرض، يطلق جسمك مواد كيميائية مثل السيتوكينات - البروتينات التي يفرزها جهازك المناعي - وهرمونات التوتر [1]. وهذه المواد الكيميائية بدورها ترفع نسبة الجلوكوز في الدم وتزيد الحاجة إلى الأنسولين [1].
المواد الكيميائية التي تطلق أثناء المرض، إلى جانب نقص الأنسولين ، قد تزيد من خطر حدوث مضاعفات السكري، مثل الحماض الكيتوني السكري [2، 3]. عندما لا يكون لدى جسمك ما يكفي من الأنسولين ، فإنه يتحول إلى الدهون كوقود بدلًا من الجلوكوز ويفككها إلى الكيتونات [2]. يمكن أن يؤدي إنتاج الكثير من الكيتونات بسرعة كبيرة إلى حدوث ذلك الحماض الكيتوني السكري [2].
قد يعني المرض، مثل القيء أو الإسهال، أيضًا أنك لا تستطيع الاحتفاظ بالطعام أو تناول الطعام بقدر ما تفعله عادةً أو تناول الأشياء التي تتناولها عادةً - وكل ذلك قد يؤثر في مستويات الجلوكوز في الدم لديك [2].
قواعد في أيام الإعياء: نصائح لإدارة السكري والمرض
إذا كنت تشعر بالإعياء وتعاني من السكري، توصي المنظمات المتخصصة باتباع إرشادات معينة، والتي غطيناها أدناه [3]. تسمى هذه النصائح أحيانًا "قواعد أيام الإعياء" - فهي تساعد في إدارة نسبة الجلوكوز في الدم والوقاية من المضاعفات أثناء الإعياء [3، 4، 5].
ومن المهم مناقشة ووضع خطة لإدارة أيام المرض مع فريق رعاية السكري، حتى تكون مستعدًا مسبقًا [6].
حافظ على رطوبتك
عندما تكون مريضًا، حافظ على ترطيب جسمك عن طريق شرب الكثير من السوائل [4، 6]. إذا كنت تعاني من الغثيان أو القيء، فحاول تناول رشفات صغيرة فقط أو رقائق ثلج كل 15 دقيقة على مدار اليوم [4، 6].
احرص على أكل ما يكفي
إن الحصول على كمية كافية من السعرات الحرارية لا يقل أهمية عن شرب كمية كافية من السوائل [3].

حاول أن تأكل كما تفعل عادة [2]، حتى لو كنت لا ترغب في ذلك. وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يجب أن تحاول الحصول على 50 جرامًا من الكربوهيدرات كل أربع ساعات من الطعام [2]. إذا كان ذلك صعبًا جدًا أو لا يمكنك الاحتفاظ بالطعام في معدتك، فقد تضطر إلى اختيار المشروبات السكرية [2].
إذا كنت تعاني من انخفاض مستوى السكر (حيث ينخفض مستوى الجلوكوز في دمك إلى أقل من المستويات المستهدفة) بسبب عدم كفاية الطعام، فاتبع القاعدة 15-15 لإعادة مستوى الجلوكوز في دمك إلى النطاق [4]. تناول 15 جرامًا من الكربوهيدرات البسيطة التي يسهل امتصاصها (مثل العسل أو المربى أو جيلي الأطفال أو العصير)، وانتظر لمدة 15 دقيقة، ثم افحص نسبة الجلوكوز في دمك مرة أخرى [4].
اقرأ مقالتنا لمعرفة المزيد عنها انخفاض سكر الدم وماذا تفعل هنا.
اختبر نسبة الجلوكوز في دمك
عند المرض، يستحسن اختبار نسبة الجلوكوز في دمك أكثر من المعتاد، طوال النهار والليل [4].
والقاعدة الأساسية الجيدة هي كل ساعتين إلى ثلاث ساعات [4]. اذا كان لديك مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM)، راقبه مراقبة متكررة [4].
تحقق من وجود الكيتونات
إذا لم يكن في جسمك ما يكفي من الأنسولين ، فقد ينتج الكثير من الكيتونات ، مما يعرضك لخطر الإصابة بالحماض الكيتوني السكري [2، 6].
واختبار الكيتونات أساس للوقاية من الحماض الكيتوني السكري [3]. سوف يعلمك فريق السكري كيفية التحقق من مستويات الكيتون لديك.
تصل بطبيبك أو فريق رعايتك على الفور إذا أظهر الاختبار مستويات عالية من الكيتون — فقد تحتاج إلى العلاج على الفور [2]. بدون علاج، قد يسبب الحماض الكيتوني الشديد مشكلات تهدد الحياة مثل الغيبوبة [2، 6].
توصي الجمعية الأمريكية للسكري باختبار الكيتونات كل أربع ساعات إلى ست عند المرض [6].
فيما يلي علامات الحماض الكيتوني السكري [6]:
- ارتفاع في سكر الدم
- اكتشاف مستويات عالية من الكيتونات في البول أو الدم
- الشعور بالعطش وجفاف الفم
- التبول في كثير من الأحيان أكثر من المعتاد
- الشعور بالنعاس أو الارتباك
- احمرار الوجه
- الغثيان أو القيء أو آلام البطن
- صعوبة في التنفس
- أنفاس برائحة الفاكهة
اتصل بطبيبك على الفور إذا واجهت أيًا من هذه الأعراض عندما تكون مريضًا [6].
استمر في تناول الأنسولين
إذا كان مستوى الجلوكوز في دمك ضمن النطاق عندما تكون مريضًا، فاستمر في تناول الأنسولين كالمعتاد [2]. خذ الأنسولين حتى لو كنت تشعر بالإعياء أو تتقيأ [7].
ومع ذلك، إذا انخفض مستوى الجلوكوز في دمك كثيرًا (انخفاض سكر الدم) أو ارتفع ارتفاعًا كبيرًا جدًا (ارتفاع سكر الدم)، قد تضطر إلى ضبط الأنسولين وفقًا لذلك [3، 5].
تحدث إلى فريق رعايتك حول كيفية ضبط الأنسولين وتوقيته في حالة المرض [6، 7]. يمكنك أيضًا التحدث إلى فريق رعايتك إذا كنت لا تشعر بالثقة في إدارة أيامك المرضية بنفسك [5].
أخذ اللقاح
يمكن أن تؤدي الإصابة بالأنفلونزا إلى جعل إدارة السكري أكثر صعوبة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم أو ارتفاعه [8]. قد يواجه بعض الأشخاص المصابين بالأنفلونزا صعوبات في تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى انخفاض خطير في مستويات الجلوكوز في الدم ، أو الإصابة بالجفاف، مما قد يؤدي إلى رفع مستويات الجلوكوز [8].
ولذلك، يجب على كل شخص يعاني من السكري أن يحصل على لقاح الأنفلونزا سنويًا، لتقليل خطر الإصابة بها [9]. ويُستحسن أن يحصل الأشخاص الذين تعيش معهم أو تقضي معهم الكثير من الوقت على لقاح الأنفلونزا أيضًا، لتقليل خطر الإصابة أكثر [9].
يُوصى بشدة أيضًا بالحصول على لقاح كوفيد-19 [10، 11]. وقد ثبت أن هذا التطعيم المهم فعال للغاية في الوقاية من الأمراض الشديدة [10]، بينما يساعد أيضًا في حماية الدائرة الأوسع من المجتمع [11].
نظرًا لأن الأشخاص المصابين بالسكري معرضون أيضًا تعرضًا خاصًا للإصابة بأمراض خطيرة إذا أصيبوا بكوفيد-19، فإن لقاح فيروس كورونا هو الطريقة الأكثر فعالية لمنع حدوث ذلك [11].
نصائح واحتياطات أخرى
إذا كنت مصابًا بنزلة برد أو أنفلونزا، توصي الجمعية الأمريكية للسكري باستشارة طبيبك حول الدواء الذي ينبغي تناوله [6]. حتى الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية يمكن أن تؤثر في مستويات الجلوكوز في الدم أو تتداخل مع دوائك الحالي للسكري [6].
إذا كان لديك جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM)، تذكر أن بعض العلامات التجارية لديها أجهزة استشعار يمكن أن تتأثر بالباراسيتامول [4]. تحقق مع الشركة المصنعة، وإذا كان الأمر كذلك، فتأكد من إجراء قياسات إضافية لجلوكوز الدم باستخدام جهاز مراقبة عادي يعمل بنظام وخز الإصبع والشريط [4].
نصائح للتعامل مع المرض(الإعياء) عند الطفل المصاب بالسكري
حسب الجمعية الدولية للسكري لدى الأطفال واليافعين (ISPAD)، يجب على فريق رعاية طفلك تثقيفك أنت وطفلك حول إرشادات أيام الإعياء، بما في ذلك كيفية ضبط الأنسولين [12].
بالإضافة إلى ذلك، تذكر الجمعية الدولية للسكري لدى الأطفال واليافعين بعض القواعد الرئيسة لإدارة المرض (الإعياء) مع الطفل المصاب بالسكري النوع الأول، مثل [12]:
- ينبغي مراقبة نسبة الجلوكوز في الدم كل ثلاث ساعات إلى أربع على الأقل، بما في ذلك في الليل؛ وينبغي أيضًا مراقبة الكيتونات في الدم أو البول.
- قد يحتاج الأنسولين إلى التعديل اعتمادًا على نتائج جهاز قياس السكر في الدم، لكنه لا يُوقف أبدًا!
- ينبغي أن يبقى الطفل رطبًا (حاصل على كميات كافية من مياه الشرب) أثناء علاج الإعياء الحاد (أو أي أعراض متفاقمة). يُعتبر المرق أو حساء الدجاج أفضل للترطيب عند الأطفال من الماء العادي، خاصة إذا كانوا يتقيؤون أو يعانون من الإسهال.

عند الأطفال الصغار جدًا، مثل أطفال ما قبل المدرسة، قد تختلف علامات انخفاض مستوى السكر قليلًا عن تلك الموجودة لدى البالغين [13]. يمكن أن تشمل علامات انخفاض مستوى سكر الدم [13]:
- الانفعالية
- الاستثارة
- الهدوء
- العناد
- نوبات الغضب
إذا كنت مصابًا بالسكري، فقد يتسبب المرض في تقلب مستويات الجلوكوز في دمك [1، 2]. للمساعدة في الوقاية من المضاعفات، راقب نسبة الجلوكوز في دمك و الكيتونات عن بعناية واتبع قواعد أيام الإعياء المذكورة أعلاه [3، 6].
تحدث إلى طبيبك أو فريق رعاية السكري إذا لم تكن متأكدًا مما يجب عليك فعله، أو إذا لم تتمكن من إعادة مستوى الجلوكوز في دمك إلى النطاق الطبيعي أو إذا ظهرت عليك أي علامات مضاعفات [5، 6].
مصادر
- Egi M, Furushima N, Makino S, Mizobuchi S. Glycemic control in acute illness. Korean J Anesthesiol. 2017;70(6):591-595. doi:10.4097/kjae.2017.70.6.591, https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5716815
- Centers for Disease Control and Prevention (CDC), Managing Sick Days، الاطلاع بتاريخ 13/07/2023. متاح في: https://www.cdc.gov/diabetes/managing/flu-sick-days.html
- Auchterlonie A, Okosieme OE. Preventing diabetic ketoacidosis: do patients adhere to sick-day rules?. Clin Med (Lond). 2013;13(1):120. doi:10.7861/clinmedicine.13-1-120, https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC5873695
- American Diabetes Association (ADA), If You Get Sick, Know What to Do، الاطلاع بتاريخ 13/07/2023. متاح على: https://diabetes.org/coronavirus-covid-19/know-what-to-do
- Watson KE, Dhaliwal K, Robertshaw S, et al. Consensus Recommendations for Sick Day Medication Guidance for People With Diabetes, Kidney, or Cardiovascular Disease: A Modified Delphi Process. Am J Kidney Dis. 2023;81(5):564-574. doi:10.1053/j.ajkd.2022.10.012, https://www.ajkd.org/article/S0272-6386(22)01054-X/fulltext
- American Diabetes Association (ADA), Preparing for Sick Days, Accessed 13/07/2023. متاح في: https://diabetes.org/diabetes/therapy-care/planning-sick-days
- National Institute of Diabetes and Digestive and Kidney Diseases (NIDDK), Take Care of Your Diabetes During Sick Days & Special Times، الاطلاع بتاريخ 13/07/2023. متاح في: https://www.niddk.nih.gov/health-information/diabetes/overview/managing-diabetes/sick-days-special-times
- KnowDiabetesByHeart, Flu: There's a Vaccine for That، الاطلاع بتاريخ 04/12/2023. متاح في: https://www.knowdiabetesbyheart.org/articles/flu-theres-a-vaccine-for-that
- American Diabetes Association (ADA), About Diabetes: Vaccinations، الاطلاع بتاريخ 04/12/2023. متاح في: https://diabetes.org/about-diabetes/vaccinations
- American Diabetes Association (ADA), Getting Sick: COVID-19 Vaccination Guide، الاطلاع بتاريخ 04/12/2023. متاح في: https://diabetes.org/getting-sick-with-diabetes/coronavirus-covid-19/vaccination-guide
- Diabetes UK, Coronavirus Vaccines and Diabetes, الاطلاع بتاريخ 04/12/2023. متاح في: https://www.diabetes.org.uk/about_us/news/coronavirus-vaccines
- Laffel LM, Limbert C, Phelan H, Virmani A, Wood J, Hofer SE. ISPAD Clinical Practice Consensus Guidelines 2018: Sick day management in children and adolescents with diabetes. Pediatr Diabetes. 2018;19 Suppl 27:193-204. doi:10.1111/pedi.12741. https://doi.org/10.1111/pedi.12741
- Abraham MB, Karges B, Dovc K, et al. ISPAD Clinical Practice Consensus Guidelines 2022: Assessment and management of hypoglycemia in children and adolescents with diabetes. Pediatr Diabetes. 2022;23(8):1322-1340. doi:10.1111/pedi.13443-0116. https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC10107518